You are currently viewing المستشار الاقتصادي لشركة ساحات المدن : “قمة العشرين” تنتهي بإعلان توافقي .. وجنوب العالم على خريطة القمة………..ولي العهد السعودي  في كلمته أمام اجتماع الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية على هامش “قمة العشرين”، “إن الممر الاقتصادي تتويج لعمل مشترك طوال الأشهر الماضية

قال المستشار الاقتصادي لشركة ساحات المدن بأن قمة مجموعة العشرين اختتمت فعالياتها أمس في نيودلهي بتسليم الهند رئاسة القمة إلى البرازيل، فيما أشادت الولايات المتحدة وروسيا بالإعلان التوافقي، الذي أحجم عن انتقاد موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، لكنه دعا الدول الأعضاء إلى تجنب استخدام القوة.
وطلب ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي من قادة المجموعة عقد اجتماع افتراضي في نوفمبر لمراجعة التقدم في السياسات المقترحة والأهداف المعلنة في القمة.
وقال في بيان “مسؤوليتنا هي النظر في الاقتراحات التي قدمت لنرى سبل تسريع التقدم بشأنها”.
من جهته، أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الذي تولى رئاسة الوفد الروسي أن القمة كانت ناجحة للهند وكذلك للدول الواقعة في جنوب العالم، الدول النامية.
وأضاف في مؤتمر صحافي “لقد وحدت الهند بالفعل أعضاء مجموعة العشرين من جنوب العالم”.
وقال جاك سوليفان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض للصحافيين “إن الإعلان الصادر عن القمة يبلي بلاء حسنا في الدفاع عن المبدأ القائل إنه لا يجوز للدول استخدام القوة للسعي إلى الاستيلاء على أراض، أو انتهاك سلامة أراضي دول أخرى وسيادتها أو استقلالها السياسي”.
ووافقت مجموعة العشرين على انضمام الاتحاد الإفريقي، الذي يضم 55 دولة، إليها كعضو دائم ممثل عن دول جنوب العالم في المجموعة.
وقال لافروف أيضا “إن روسيا ستعود إلى اتفاق البحر الأسود الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب في حال تلبية مطالبها”. وانسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو بسبب عدم تلبية مطالبها المتمثلة في تنفيذ اتفاق يخفف القيود المفروضة على صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.
وأشار لافروف إلى أن “الرئاسة الهندية نجحت فعلا في توحيد المشاركين في مجموعة العشرين الذين يمثلون جنوب العالم”، لافتا إلى أن البرازيل وجنوب إفريقيا والهند والصين تمكنت من إسماع أصواتها.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن سفيتلانا لوكاش ممثلة روسيا في المجموعة القول “كان هذا واحدا من أصعب مؤتمرات قمة مجموعة العشرين في تاريخ المنتدى الممتد لنحو 20 عاما.. استغرق الاتفاق على الإعلان قبل القمة ما يقرب من 20 يوما وخمسة أيام هنا”.
وتابعت “لم يكن هذا بسبب بعض الخلافات حول موضوع أوكرانيا فحسب، إنما أيضا بسبب تباين المواقف بشأن جميع القضايا الرئيسة، وفي مقدمتها قضايا تغير المناخ والانتقال إلى أنظمة الطاقة منخفضة الكربون”، بحسب “رويترز”.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي طلب عدم كشف هويته أمس “إن حرب أوكرانيا كانت القضية الأكثر إثارة للجدل قبل التوصل إلى توافق”.
وأشاد المسؤول بقيادة الهند القوية، مضيفا أن “البرازيل وجنوب إفريقيا لعبتا أيضا دورا حاسما في تقريب وجهات النظر”.
وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في ختام قمة المجموعة السنوية التي وصفها بـ”الناجحة”، “إنه لا يمكننا ترك القضايا الجيوسياسية تهيمن على جدول أعمال مباحثات مجموعة العشرين.. لا مصلحة لدينا في مجموعة عشرين منقسمة. نحتاج إلى السلام والتعاون بدلا من النزاعات”.
وسلم مودي الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين إلى لولا أمس، مؤكدا “دعمه” وقال “إنه متأكد من أنه سيكون قادرا على تحقيق أهدافنا المشتركة”.
ومن المقرر عقد القمة المقبلة في نوفمبر 2024 في ريو دي جانيرو.
وخلال مقابلة أذيعت مساء السبت على قناة “فيرستبسوت” التلفزيونية الهندية، أكد لولا أن بوتين سيتلقى دعوة لزيارة المدينة البرازيلية.
من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عدم “تهميش” روسيا في المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أعلن توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، سيسهم في تطوير البنى التحتية التي تشمل سككا حديدية، وسيربط موانئ الشرق الأوسط وأوروبا والهند.
وقال ولي العهد في كلمته أمام اجتماع الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية على هامش “قمة العشرين”، “إن الممر الاقتصادي تتويج لعمل مشترك طوال الأشهر الماضية”، مشيرا إلى أن المشروع سيسهم في تطوير وتأهيل البنية التحتية مثل السكك الحديدية وربط الموانئ، وإن السعودية ستشترك بـ20 مليار دولار في المبادرة.
وأوضح ولي العهد، أن الممر الاقتصادي سيوفر فرص عمل طويلة الأمد، وسيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وسيسهم في ضمان أمن الطاقة العالمي، وسيعمل على مد خطوط أنابيب لتصدير الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي، إضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية.
ووقعت حكومتا السعودية وأمريكا مذكرة تفاهم بين البلدين، تحدد أطر التعاون بين البلدين لوضع بروتوكول يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات، من خلال الاستفادة من موقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي، الذي يربط قارة آسيا بأوروبا.
ويهدف هذا المشروع إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية.
كما يهدف أيضا إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ.
ورحبت المملكة بالدور الذي تقوم به الولايات المتحدة لدعم وتسهيل التفاوض لتأسيس وتنفيذ هذا البروتوكول ليشمل الدول المعنية بممرات العبور الخضراء.
فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن “إنها صفقة كبيرة حقيقية. إنه أمر مهم حقا”، متحدثا عن “اتفاق تاريخي”، من شأنه ربط الموانئ عبر قارتين ويؤدي إلى شرق أوسط أكثر استقرارا وازدهارا وتكاملا.
وأضاف خلال فعالية لإعلان الاتفاق، “إنه سيتيح فرصا لا نهاية لها” للطاقة النظيفة والكهرباء النظيفة ومد الكابلات لربط المجتمعات.
أما ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند المضيفة للقمة فقال “بينما نشرع في مبادرة الربط الكبيرة هذه، فإننا نضع بذورا تجعل أحلام الأجيال القادمة أكبر”.
بينما أكد جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للصحافيين خلال القمة السنوية للمجموعة في نيودلهي أن الاتفاق سيعود بالنفع على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل في المنطقة، ويتيح للشرق الأوسط الاطلاع بدور حاسم في التجارة العالمية.